ما هو الكافور

الكافور، أو ما يعرف علميًّا بـ"القرفة الكافوريّة"، هو عبارة عن مادة شمعية صلبة بيضاء ذات مذاق حامض، ورائحة نفّاذة تشبة رائحة المنثول. وتستخرج مادة الكافور الشمعيّة من لحاء شجرة الكافور، المعروفة بأنها من أسرع الأشجار نموًا في العالم، والتي يعود أصلها إلى اليابان وتايوان وكذلك آسيا وإندونيسيا، ولكنّها الآن تزرع في كافّة أنحاء العالم. أمّا عن شجرة الكافور، فهي شجرة عملاقة دائمة الخضرة تنمو في ظروف متعدّدة وتنتمي إلى الفصيلة الغارية، وتعد من الأشجار المعمّرة إذ يصل عمرها لـ 50 عامًا وأكثر. وتتميّز شجرة الكافور أولًا بطعمها الحامض ورائحتها القويّة، وينتج منها أيضًا عبر تقطير سيقانها بالبخار مادة شمعيّة تستخدم كزيت الكافور. ويتوفّر الكافور في الأسواق بأشكال مختلفة، فيوجد زيت الكافور ومسحوق الكافور وقطع الكافور الشمعيّة الصلبة، كلّ له فوائد متعدّدة في مجالات مختلفة. فأوراق شجرة الكافور، تعالج هي الزيت المستخرج منها، العديد من الأمراض التي تصيب الجسم، كالربو والكحّة وطرد البلغم، وذلك نتيجة لخصائصهما المضادة للجراثيم والفيروسات. ويتم استخدام الكافور في الأطعمة ليمنحها نكهة مميّزة، في صناعة مواد التنظيف والعطور ومستحضرات التجميل وأيضًا في الكريمات والمراهم لكونه أحد أنواع التيربينات، المستخدمة في تخفيف الألم.

رغم الفوائد العديدة التي يمتلكها الكافور، خاصّة إذا تم استعماله بشكل معتدل إلا أنّ له العديد من الأضرار، فالكافور غير آمن للمرأة الحامل سواء استنشاق زيته أو تناوله عبر الفم. فقد أثبتت العديد من الدراسات الطبيّة أنّ الكافور ضّار جدًّا بالمرأة الحامل، فاستنشاقه أو تناوله عبر الفم قد يسبب الإجهاض أو الولادة المبكّرة. لذا يوصى دائمًا أطباء النساء والتوليد، بضرورة تجنّب استخدام الكافور أيًّا كان شكله من قبل الحامل، وذلك للحفاظ على صحتها، وصحة الجنين.

توجد العديد من المعلومات المتضاربة بشأن أهميّة الكافور للرجال خاصّة الزيت المستخرج منه، فهو يستخدم للتحكّم في من يعانون من الهياج الجنسي، وأيضًا يستخدم لزيادة الرغبة الجنسيّة.
فيلجأ الكثير من الرجال إلى استعمال الكافور لعلاج العديد من المشكلات الصحيّة التي يعانوا منها خاصّة المتعلّقة بالصحّة الجنسيّة نظرًا لفوائده العديدة في هذا الأمر. إذ أكّدت بعض الدراسات أنّ الكافور يلعب دورًا كبيرًا في تحسين الرغبة الجنسيّة لدى الرجال، فمن خلال استنشاق زيت الكافور يتم تحفيز جزء من الدماغ مسؤول عن تنشيط الرغبة الجنسيّة لديهم. كما يعمل زيت الكافور عند استخدامه كدهان موضعي على العضو الذكري، على علاج مشكلة ضعف الانتصاب، وذلك من خلال قدرته الهائلة على زيادة تدفّق الدم وذلك إذا تم استعماله بكميّات قليلة. وفي دراسات أخرى، ذكرت أنّ الكافور يعالج الهياج الجنسي ويتحكم في نسبة هرمون الذكور التستوستيرون، المسؤول عن زيادة الرغبة الجنسية، وذلك في حالة تناوله بكميّات كبيرة.

تعد شجرة الكافور، من الأشجار المذكورة في القرآن الكريم وذلك بقول الله تعالى: "إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا"، وهذا وإن دلّ فيدل على مدى أهميّة تلك الشجرة وطهارتها. ويقال إن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يقوم بوضع الكافور في الغسلة الأخيرة للميت، بهدف إكرام الميت وأن تكون صورته النهائيّة عند لقاء ربه طاهرة. لذا بدأ الناس يستخدمون الكافور عند تغسيل الموتى، وذلك بسبب أنّ كون الكافور يمتلك رائحة من الرّوائح الطّاهرة والقابضة، تساعد على تحفظ الميّت ولكن بكميّات قليلة لكونها من الروائح القويّة النفّاذة.